هل سمعت عن اللاعب الذي قال عنه بيليه إنه "رب كرة القدم"؟ هل تعرف نجم باريس سان جيرمان الذي تخطاه زلاتان إبراهيموفيتش منذ أشهر قليلة؟
هل تتذكر صخرة دفاع ديبورتيفو لاكورونا الذي قاده للقب الدوري؟ هل تعلم اللاعب العربي الوحيد الذي توج بدوري أبطال أوروبا؟
نبحر معك في محيط التاريخ لنكشف لك أعظم إنجازات العرب في تاريخ الملاعب الأوروبية والتي شهدت فصلا جديدا هذا الموسم بعد إنجاز النجم الجزائري رياض محرز.
فعندما نتحدث عن الإنجازات الكبيرة الضخمة التي من الصعب تكرارها يوجد لاعبون عرب قليلون هم من فعلوا ذلك، قاموا بكتابة التاريخ في الملاعب الأوروبية مثلما فعل محرز الذي توج بالدوري مع فريق مغمور هو ليستر سيتي في معجزة حقيقية، بل ونال جائزة اللاعب الأفضل في الدوري الأقوى في العالم.
من غير محرز فعل ذلك، ساهم بقدر كبير في تحقيق إنجاز من الصعب تكراره؟
في هذا التقرير، سنقدم لك إنجازات شبيهة قام بها لاعبون عرب في أوروبا. والبداية، مع لاعب حقق لفريقه الدوري للمرة الأولى في التاريخ مثل محرز مع ليستر.
صخرة الليجا
فوز النجم المغربي نور الدين نايبت بالكأس المحلية في فرنسا مع نانت وفي البرتغال مع سبورتينج لشبونة جعل ديبورتيفو لاكورونا يمنحه فرصة اللعب في الدوري الإسباني.
أثبت نفسه بقوة منذ مباراته الأولى في الليجا والتي انتهت بالتعادل 1-1 أمام العملاق ريال مدريد، ظل أساسيا 3 مواسم متتالية إلى أن فجر ديبورتيفو المفاجأة موسم 1999-2000.
توج الفريق القادم من مدينة لاكورونا بلقب الدوري الأول في تاريخه بفارق 5 نقاط عن برشلونة و7 عن ريال مدريد.
استند المدرب خافيير إروريتا على أعمدة رئيسية في صناعة هذا الفريق الصلد كان من بينهم قلب الأسد نايبت إلى جانب الحارس الكاميروني سونجو والبرازيليين ديالمينيا وماورو سيلفا إضافة للهداف الهولندي روي ماكاي.
حقق ديبورتيفو في تلك الحقبة أفضل نتيجة أوروبية في تاريخه حين ودع نصف نهائي دوري الأبطال 2003-2004 أمام بورتو مورينيو.
الجوهرة السوداء
نبقى مع الليجا ومع المغاربة لكن مع لاعب لم ينل شرف تمثيل منتخب أسود الأطلس مثل نايبتبسبب وقوع بلاده تحت وطأة الاحتلال حين تألق في الملاعب الأوروبية.
العربي بن مبارك يعد أول لاعب أسمر في التاريخ يسطع نجمه في أوروبا، كانوا يطلقون عليه في إسبانيا "قدم الرب" نظرا لمهارته وقدراته التسجيلية الكبيرة.
لعب في الدوري الإسباني خمس سنوات توج خلالها بالدوري مع أتليتكو مدريد مرتين موسمي 1949-1950 و1950-1951.
تألق قبلها في الملاعب الفرنسية مع مارسيليا وستاد فرونسيه وهو ما جعل المسؤولون في الاتحاد الفرنسي يستعدونه لارتداء قميص منتخب الديوك.
لقب "الجوهرة السمراء" ناله قبل ظهور الأسطورة بيليه والذي قال عنه:"إذا كنت أنا ملك كرة القدم، فإن بن مبارك هو ربها".
كان هدافا استثنائيا في الدوري الإسباني، سجل في مرمى ريال مدريد هدفين حين فاز الروخيبلانكوس بالدربي 6-3 في نوفمبر 1950.
بن مبارك كان أول مدرب في تاريخ منتخب المغرب حين تم تكوينه عام 1957، قاده لمدة 3 سنوات. رحل عن عالمنا سنة 1992.
الأوحد
قليل هم اللاعبين العرب الذين سجلوا في مرمى ريال مدريد مثلما فعل بن مبارك، لكن ماذا عن التسجيل في مرمى عملاق ألمانيا بايرن ميونيخ؟ وأين؟ في نهائي دوري أبطال أوروبا؟
يظل حتى وقتنا هذا الأسطورة الجزائرية رابح ماجر هو العربي الوحيد الذي توج بدوري أبطال أوروبا رغم أن المسابقة لم تتوقف منذ نشأتها موسم 1955-1956.
كانت النتيجة تشير إلى تقدم الفريق البافاري على بورتو في نهائي 1987 والوقت يقترب من الدقائق العشر الأخيرة.
حانت لحظة ماجر لكي يظهر ما الذي يستطيع فعله، تابع الكرة العرضية القادمة من زميله داخل منطقة جزاء بايرن بكعب قدمه لتعلن عن التعادل، قبل أن يسجل زميله جواري بعد دقيقتين هدف تتويج التنين البرتغالي باللقب.
هذه البطولة أشبه بـ"حبة الكريز" لماجر الذي توج بمسابقة الإنتركونتيننتال والدوري البرتغالي 3 مرات مع بورتو.
بطل فرنسا
لم يتأثر النجم الجزائري علي بن عربية بالانتقال من فريق يضم فابيان بارتيز وإيمانويل بوتي وتييري هنري ودافيد تريزيجيه وفيكتور إكبيبا إلى فريق يعتبر يوهان ميكو أبرز نجومه.
ففي كلتا الحالتين توج بالدوري الفرنسي عن جدارة واستحقاق.
بن عربية تألق في الملاعب الفرنسية التي شهدت ندية قوية ومنافسة شرسة على اللقب في التسعينيات من القرن الماضي، توج بالدوري موسم 1996-1997 مع موناكو وسط كتيبة تضم العديد من نجوم منتخب فرنسا الذي فاز العام التالي باللقب العالمي.
انتقل لبوردو الذي لم يكن مدججا بالأسماء الكبيرة، فكان أشهر زملائه هم ميكو وسيلفان ويلتورد وكيكي موسامبا وليليان لاسلانديس. لكن لأنه أحد اللاعبين المخضرمين في الدوري الفرنسي قاد الفريق للقب بفارق نقطة عن مارسيليا ليحصد جائزة اللاعب الأفضل ذلك الموسم.
أسطورة باريس
نجم جزائري آخر تألق في الملاعب الفرنسية لكن لم يتوج بالألقاب، الإنجاز الذي حققه ظل صامدا لأكثر من 30 سنة.
مصطفى دحلب كان الهداف التاريخي لباريس سان جيرمان في الدوري، لم يقدر زلاتان إبراهيموفيتش على تحطيم رقمه حتى شهر ديسمبر الماضي.
لعب - نجم ثعالب الصحراء في مونديال 1982 - 10 مواسم في سان جيرمان، سجل خلالها 98 هدفا منها 85 في الدوري.
ويظل حتى الآن دحلب هو رابع هداف في تاريخ سان جيرمان بكل البطولات بعد "إبرا" ونجم البرتغال باوليتا وأحد نجوم فرنسا في الثمانينيات دومينيك روشيتو.
