"كان جيلاً جيد جداً من اللاعبين، فوزنا بيورو 2008 ثم كأس العالم جعل لنا أهمية كبيرة، إسبانيا كانت تملك عدد كبير من اللاعبين المميزين عبر التاريخ، لكن عندما تزيد عوامل النجاح مع اللاعبين الجيديدن ستزيد قيمتهم أيضاً".
حامل اللقب ودع بطولة 2008 سريعاً فبعدما خسر أمام السويد ثم روسيا لقى نفس المصير أمام الماتادور فودع أحفاد الإغريق يورو 2008 سريعاً لنكون مع منتخب آخر أراد أن يسطر تاريخا جديدا.
فبعد غياب حوالي 44 عاماً عن الفوز باليورو عاد رفقاء كاسياس ليغزوا أوروبا والعالم في 4 سنوات فقط.
المشهد الأول :
بعد الوصول للعلامة الكاملة بمرحلة المجموعات، اتضح على الإسبانيين رغبتهم القوية في التتويج باللقب فاصطدموا بالأتزوري في ربع النهائي وتفوقوا عليه بركلات الترجيح قبل أن يواجهوا روسيا من جديد ويحققوا فوزاً جديداً بثلاثية نظيفة.. وصلوا للنهائي وضربوا موعداً مع المانشافت.
ديل بوسكي أمتع كل العالم فحاول لعب كرة قدم شبيهه لبرشلونة فامتلك وسط ملعب يضم إنيستا وشابي وفابريجاس، وجاء من مقاعد البدلاء سانتي كازورلا و شابي ألونسو.
عرضيات بالجملة وتمريرات بينية عن طريق الثنائي شابي وإنيستا ولكن الحارس الألماني ليمان تألق مع البداية والقائم الأيمن أيضاً وقف أمام رأسية فيرناندو توريس، ومع هجمة بدأها إنيستا بتمريرة لتشابي قبل بينية لتوريس تقدم بها الأخير في مباراة انتهت بهدف نظيف
المشهد الثاني:
"الجميع يحكم علينا الآن لما نقدمه من أداء صعب جداً أن تصل إليه سريعاً - إنه سلاح ذو حدين - إذا لعبت بشكل أفضل في أي وقت ستكون مطالب بعد ذلك بتقديم نفس المردود، و إن لم يحدث ذلك سيبدأ الجميع في طرح الأسئلة عليك".
في كأس العالم 2010 وصلت نسبة استحواذ إسبانيا لـ65% وإحتاجوا لتسديد الكرة بعد حوالي 34 تمريرة، هذا المعدل ازداد مع يورو 2012 فقد استحوذوا على الكرة بـ67% واحتاجوا لـ42 تمريرة قبل التسديد، حقاً إنها التيكي تاكا.
بعدما فاز الماتادور الإسباني بالمونديال أرادوا صنع التاريخ ودخلوا يورو 2012 وهم يؤمنون بمعنى كلمة بطل، تعادلوا أمام إيطاليا بالمباراة الافتتاحية وقسو على جمهورية أيرلندا برباعية قبل أن يحسموا 3 نقاط هامة أمام كرواتيا.
ديل بوسكي أراد تعديل فلسفته فلجأ من طريقة 4/3/3 إلى 4/6/0 معتمداً على شابي و إنيستا وشابي ألونسو و سيرخيو بوسكيتس، ديفيد سيلفا و سيسك فابريجاس، خطة ستربك الخصوم فلا أحد فعلياً يعرف أماكن توزيع اللاعبين داخل أرضية الملعب.
نجحت هذه الطريقة في خطف منتخب فرنسا بربع النهائي قبل أن يلتقي إسبانيا و البرتغال بنصف النهائي.
المشهد الثالث :
"كانت أفضل مباراة قدمناها، نمرر الكرة سريعاً، ننقل الفريق من الخلف للأمام بسهولة، مرحلة الهجوم كانت خاطفة للطليان بعض الشئ".
منتخب إسبانيا دخل المباراة النهائية وهو على بعد خطوة واحدة من إنجاز لم يصل إليه أي منتخب من قبل، بطولتان أوروبيتان و من بينهما الفوز بكأس عالم.
قبل هذه المباراة دخل شباك إسبانيا هدف وحيد أمام إيطاليا بمباراة الافتتاح فالطبع الجميع توقع أن المباراة ستشهد أداء ومستوى متقارب ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق.
إنيستا مرر كرة بينية بإتجاه فابريجاس الذي مرر وحولها سيلفا برأسية افتتحت التسجيل لللاروخا، جوردي ألبا أضاف الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول، توريس أنهى أحلام كل الطليان بهدف الثالث مع الدقيقة 84 قبل أن يؤكدها خوان ماتا بالهدف الرابع.
إنيستا كان له الدور الأكبر في هذه البطولة فكلمة سحر لم تكن مبالغة، فحقاً إنيستا كان ساحراً في هذه البطولة وأهدى منتخب بلاده واحدا من أغلى الألقاب في تاريخهم ليتساوى منتخب إسبانيا مع ألمانيا في المنتخبات الأكثر تتويجاً باليورو عبر التاريخ.
إنيستا تم إختياره كافضل لاعب في البطولة إلى جانب وجوده بالتشكيل الأفضل ليورو 2012 مع الإسبانيين تشافي، ألبا، سيرخيو راموس وإيكر كاسياس.
"كان عصرا رائعا لكرة القدم الإسبانية، علينا أن نفتخر بما حققناه. عانينا كثيراً من أجل أن نكتب التاريخ، ولكن في الأخير وصلنا لما أردناه منذ البداية بمجهود ضخم قدمه الجميع، كنا نعرف هدفنا جيداً وعرفنا أيضاً طريق الوصول إليه".